"الهلال الأحمر": مياه الفيضانات دمرت المنازل والمحاصيل في باكستان
"الهلال الأحمر": مياه الفيضانات دمرت المنازل والمحاصيل في باكستان
أدت الفيضانات المدمرة في باكستان إلى نزوح أكثر من 3.1 مليون شخص وألحقت أضرارًا بأكثر من نصف مليون منزل في مناطق متعددة في جميع أنحاء البلاد، بالإضافة إلى ذلك، فُقد ما يقرب من 710 آلاف رأس من الماشية، ودمرت آلاف الكيلومترات من الطرق والجسور، حيث تتسبب الفيضانات في دمار يشبه الزلزال.
ونقل الموقع الرسمي للاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر، عن رئيسة الهلال الأحمر الباكستاني أبرار الحق: "الوضع يزداد سوءا يوما بعد يوم، حيث أدت هذه الفيضانات الغزيرة إلى تقييد حركة النقل والتنقل بشدة، إلى جانب تهديد كوفيد-19 والأضرار التي لحقت بالمركبات والبنية التحتية والاتصال تجعل أعمال الإغاثة في حالات الطوارئ شبه مستحيلة"، مضيفة: "معظم المتضررين غير قادرين على الحركة أو تقطعت بهم السبل؛ ما يجعل من الصعب الوصول إليهم".
ويقدم الهلال الأحمر الباكستاني حالياً مساعدات إغاثة في 23 من أكثر المناطق تضرراً، كما بدأ في حشد المساعدة من اللجنة الدولية للصليب الأحمر والجمعيات الوطنية الشريكة والجهات المانحة المحلية والدولية لدعم أنشطة الإغاثة والإنعاش، وقام بنشر أكثر من 500 موظف ومتطوع في المناطق المتضررة من الفيضانات.
تقول رئيسة الهلال الأحمر الباكستاني: "نخشى أن الأسوأ لم يأتِ بعد لأن هذه الأنواع من المياه قد تعني أن خطر الأمراض التي تنقلها المياه تلوح في الأفق فوق رؤوس شعبنا".
وأثرت موجة الأمطار والفيضانات الحالية على الآلاف من المجتمعات الضعيفة والمحرومة بالفعل، حيث لا يزال الكثيرون يتعافون من آثار "كوفيد-19"، وهم الآن في وضع أسوأ بعد هذه الفيضانات.. وتجعل الآثار المضاعفة للوباء من الصعب على المنظمات الإنسانية معالجة احتياجات المتضررين والاستجابة لها على الفور.
وقال رئيس وفد الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر في باكستان، بيتر أوفوف: "يساعد الاتحاد الدولي للصليب الأحمر والهلال الأحمر الهلال الأحمر الباكستاني في استجابته لأسوأ فيضانات خلال عقد من الزمان دمرت المنازل والمحاصيل وسبل العيش والبنية التحتية وتركت الملايين في حالة ضعف.
وأضاف: "تشهد باكستان هطول أمطار موسمية غير طبيعية أعلى بنحو عشرة أضعاف من المعتاد، مما أدى إلى فيضانات حضرية لا يمكن السيطرة عليها، وفيضانات مفاجئة، وانهيارات أرضية، في جميع أنحاء البلاد.. من الصعب الحصول على صورة كاملة لحجم الكارثة حيث لا يزال يتعذر الوصول إلى العديد من المناطق المتضررة بسبب شبكات الطرق التي غمرتها المياه وتضررت".
وتابع: "يعطي الدمار الذي شوهد ذكريات مخيفة للفيضانات الضخمة المدمرة في عام 2010 والتي أثرت على 20 مليون شخص".
وتواجه منطقة جنوب آسيا أمطارًا غير مسبوقة في موسم الرياح الموسمية هذا، مما تسبب في فيضانات وانهيارات أرضية تعيث فسادًا في بنغلاديش والهند ونيبال أيضًا.
وخصص الاتحاد نحو 500 ألف دولار أمريكي من أموال الطوارئ الخاصة به لمساعدة ما يقرب من 31000 شخص متضرر على الفور.
دراسات وتحذيرات
وتحذر الدراسات العالمية من ظاهرة التغير المناخي وارتفاع درجة حرارة الكوكب، لما لها من تأثير مباشر على هطول الأمطار الغزيرة والسيول والفيضانات والجفاف والأعاصير والتصحر وانتشار الأوبئة والأمراض.
وأكد خبراء في مجال البيئة خطورة حرائق الغابات والتي يترتب عليها فقدان أكبر مصنع لإنتاج الأكسجين بالعالم مقابل ارتفاع نسبة ثاني أكسيد الكربون، ما ينذر بتصاعد ظاهرة الاحتباس الحراري.
وفي السياق، حذَّر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، من أن "نصف البشرية يقع في منطقة الخطر، من جراء الفيضانات والجفاف والعواصف الشديدة وحرائق الغابات"، مؤكداً أنه "لا يوجد بلد محصن".
ويؤكد التقرير الأخير الصادر عن الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ الضرورة الملحة لمعالجة الآثار المكثفة لتغير المناخ وضمان التكيف والمرونة لدى الفئات الأكثر ضعفاً.